شكا إليك إلهي البعد والأرق |
أسامر النجم حتى لفه الغسق |
وبين جنبي نبل بات يخترق |
"مرت ليال وقلبي حائر قلق |
كالفلك في
النهر هاج النوء مجراه" |
|
كم ذا أنوح على الأطلال أو رشأ |
وما أبحت بسرٍ قيل عن ملأ |
وبت كالطير إذ أمسى بلا كلأ |
"أو كالمسافر في قفر على ظمأ |
أضني المسير
مطاياه وأضناه" |
|
قد يدرك المرء شأنا ليس يعجبه |
ومأربي دونه الغايات تحجبه |
إني ولو حنظلا كأسي سأشربه |
"لا أدرك الأمر أهواه وأطلبه |
وأبلغ الأمر
نفسي ليس تهواه" |
|
روحي تطل عليكم فوق أفقكم |
وقد تمر سحيرا في دياركم |
وكم تقبل أو تهفو لشهدكم |
"عجبت من قائل إني نسيتكم |
من كان في
القلب كيف القلب ينساه" |
|
موانع الوصل غنتها حمائمكم |
وراية البين يعليها عواذلكم |
ورغم ذاك فقلبي منكم ولكم |
"إن كنت بالأمس لم أهبط مرابعكم |
فالطير يقعد
موثوقا جناحاه" |
|
ولا يغني على غصن ولا وتر |
يقضي الحياة على هم وفي كدر |
ولا يطيب حديث الليل في سمر |
"ولا يقر به شوق إلى نهر |
وليس تنقله
في الروض عيناه" |
|
يرى الخميلة والعش الركيك وطن |
والدمع في مقلتيه كالسحاب هتن |
هو الأسير فلا فدوى وليس ثمن |
"وليس يشكو ولا يبكي مخافة أن |
تؤذي مسامع
من يهوى شكاواه" |