shimery.com
New Page 1
 
shimery.com



سفارة اليمن بمصر


متابعات صحفية

أوردت :  
الرابط :
بتاريخ : 17/10/2005
الموضوع :

تداعيات كلمة غير دبلوماسية لرجل دبلوماسي..جدل وتأويلات: عاصفة أمريكية في قلب صنعاء
تراجع السفير الأمريكي توماس كراجيسكي عن تصريحاته لصحيفة الأيام الأهلية، عندما قال: "إن نمو الديمقراطية في اليمن قد توقف". وبعد يومين من هذه التصريحات، نفى السفير توماس كلامه السابق وصرح لصحيفة"يمن أوبزرفر" الناطقة باللغة الإنجليزية قائلاً:" أنا لم أقل بأن الديمقراطية في اليمن قد توقفت بل قلت بأن الديمقراطية في اليمن قد واجهت بعض التباطؤ نتيجة ما تعرض له بعض الصحفيين من مضايقات". وأرجع الملابسات التي أحاطت بتصريحاته السابقة إلى حدوث لبس ربما في فهم ذلك التصريح نتيجة الترجمة.
خطأ الترجمة مستبعد وبالرغم من أن السفير الأمريكي لم يشر في تصريحاته الأخيرة إلى مسألة التراجع عن تصريحاته السابقة للأيام إلا أن سياسيين استبعدوا مسألة خطأ الترجمة واعتبروا تصريحاته الأخيرة عن تباطؤ الديمقراطية في اليمن، تراجعاً واضحاً خصوصاً بعد تعرضه لحملة إعلامية وسياسية قوية من قبل السلطات، ولاحظ متابعون للعلاقات اليمنية الأمريكية توقيت هذه التصريحات التي تسبق الزيارة المرتقبة للرئيس علي عبد الله صالح لواشنطن في الشهر القادم، مؤكدين بأنها ستلقي بظلال سوداء على الزيارة ستنعكس من خلال الموضوعات والأجندة التي سيتم التباحث بشأنها بين صنعاء وواشنطن، ويؤكد الدكتور عبد الله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء بأن افتعال أزمة تصريح السفير الأمريكي مرتبط بطبيعة الملفات المطروحة أمام زيارة الرئيس المقبلة.
مشيراً إلى أن الهدف منها قد يكون ورقة ضغط على النظام في اليمن قبل الزيارة المرتقبة ويقول المحلل والباحث محمد الصبري:" إن تصريحات كراجيسكي تدل على أن هناك مؤشرات على تغير الموقف الأمريكي تجاه اليمن في قضايا مهمة منها ما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب والإصلاحات السياسية الداخلية ومنها ما يتعلق بقضايا والسياسة اليمنية الخارجية إقليمية وقضايا كقضية العراق وإيران والتطبيع مع إسرائيل".
واعتبر الدكتور حسن أبو طالب -باحث في مركز الأهرام للدراسات - تصريحات السفير الأمريكي بصنعاء إشارات أولية لما يمكن أن يسمعه الرئيس علي عبد الله صالح من المسؤولين الأمريكيين في زيارته المقبلة.مؤكداً أن هناك عدداً من الملفات المهمة سوف تكون محلاً للنقاش منها التجربة الديمقراطية في اليمن، وأن الجانب الأمريكي ليس راضياً بما يكفي حول آخر هذه التطورات، وكذا قضايا الحريات داخل اليمن والتعاون الأمني بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب خصوصاً في ظل مذكرة التفاهم الأمني الموقعة بين الجانبين والدعم الأمريكي لخفر السواحل اليمنية.
التصريحات تعكس سوء العلاقة الكاتب الصحفي اليمني المقيم في واشنطن- منير الماوري كتب مقالة قال فيها :" إن هذه التصريحات تعكس حقيقة ما وصلت إليه العلاقات اليمنية الأمريكية التي يحاول الإعلام الحكومي اليمني تصويرها بأنها علاقات قوية مباشرة لم تعد تمر بأي عاصمة عربية، في حين أن العارفين بكيفية صنع القرار في واشنطن يعرفون جيداً مدى غضب الجانب الأمريكي من تصرفات يمنية عديدة تتعلق بممارسات محدودة تجاه الشعب اليمني وتجاه دول الجوار وتتعلق كذلك بالحرب العالمية الدائرة على الإرهاب".وأضاف:" يستغرب الأمريكيون لماذا يلح الرئيس علي عبد الله صالح دوماً على زيارة واشنطن حيث لا يكاد ينهي زيارته لها في كل مرة إلا وتبدأ ما ماكينته بالإلحاح والإصرار والمطالبة على زيارة أخرى للرئيس، دون أن يكون قد أبدى تعاوناً حقيقياً معهم في إطار مطالبهم، وكأن الغرض فقط هو إيهام الشعب اليمني والمعارضة اليمنية أنه محمي أمريكياً ومدعوم من البيت الأبيض، علاوة على إيهام دول الجوار أن علاقة صنعاء بواشنطن أصبحت قوية ومؤثرة في حين أن التوتر يكون قد وصل بين الجانبين إلى أقصى مداه".
مشيراً إلى أن الأمريكيين لم يعد يهمهم استقرار الأنظمة بقدر ما يهمهم ازدهار الشعوب، ليس حباً في هذه الشعوب وإنما إدراكاً من واشنطن أن الفقر والتسلط والاستبداد والظلم والتخلف أوصل كثيراً من الشباب في بلدان عديدة ومنها اليمن إلى درجة تفضيل الانتحار على الحياة والارتماء في أحضان قوى الإرهاب والظلام بشكل يهدد أيما تهديد المصالح الأمريكية في كل مكان، ويؤكد أن زيارة الرئيس المقبلة إلى واشنطن ينتظرها الجانب الأمريكي بتلهف لأن واشنطن على ما يبدو قررت هذه المرة وضع النقاط على الحروف وطرح كل المآخذ على الطاولة بلهجة واضحة بدأ السفير الأمريكي يمهد لها من الآن.
هل ستكون زيارة الرئيس الأخيرة؟ ويتوقع الماوري أن تكون زيارة الرئيس المقبلة لواشنطن هي الأخيرة في حياته السياسية قائلاً:" في تقديري أن الزيارة المقبلة للرئيس علي عبد الله صالح إلى الولايات المتحدة ستكون الأخيرة في حياته السياسية سواء رشح نفسه في الانتخابات أم لم يرشح نفسه، وستكون في ذات الوقت هي الزيارة الحاسمة لتحديد مستقبل اليمن لأن الرئيس لن يصل إلى واشنطن إلا وفي ذهنه تصور واضح يواجه به الأسئلة المطروحة".مؤكداً أنه بإمكان الرئيس أن يقول للإدارة الأمريكية أنه لن يرشح نفسه فعلا وبالتالي ستقابله الإدارة بحفاوة وتودعه كآخر رئيس لليمن من القرن الماضي، وهو الأمر الذي سيحقق لها مساعيها في نشر الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط ليكون اليمن مثالاً يحتذي به.
وأضاف: "أما إذا جاء الرئيس بعذر جديد قائلا لهم أنا لن أرشح نفسي ولكن حزبي وشعبي هو الذي أصر على ترشيحي فسيكون هذا أيضاً سبباً كافياً لتكون هذه هي آخر زيارة له إلى واشنطن لأن الأجهزة الأمريكية سوف تصل إلى قناعة كاملة أن ما تطرحه المعارضة اليمنية عن الرئيس صحيح 100% خصوصاً فيما يتعلق بعدم إيفائه بوعوده، وعدم صدقه فيما يعلن وعدم تعاونه في جهود نشر الديمقراطية ومكافحة الإرهاب حيث أنه في تاريخه السياسي أعلن عدم نيته ترشيح نفسه مرة أخرى أربع مرات، وفي كل مرة يتراجع عن القرار في آخر لحظة". وكانت تصريحات السفير توماس كراجيسكي قد قوبلت بردود إعلامية وسياسية قوية من قبل السلطات اليمنية التي اعتبرت تصريحاته تدخلاً في الشؤون الداخلية لليمن.
موقف الإعلام الرسمي وعبر مصدر إعلامي مسئول لوكالة سبأ الرسمية عن استغرابه الشديد من تلك التصريحات التي أدلى بها كراجيسكي والتي أكد فيها أن التقدم في مجال الديمقراطية في اليمن قد توقف. وقال المصدر: إن اليمن بلد ديمقراطي مستقل والديمقراطية في اليمن أمر يخص أبناء الشعب اليمني دون غيرهم، وأن مثل هذه التصريحات من السفير لا تخدم العلاقات الجيدة بين البلدين الصديقين.وقال: "لا ندري ما يريد السيد كراجيسكي من الديمقراطية في اليمن؟ وما هي مقاييسه لتقدمها؟ وهل يريد ديمقراطية على غرار الديمقراطية التي أقامتها قوات التحالف في العراق".
وشنت الصحافة الرسمية هجوماً مماثلاً على تصريحات كراجيسكي، وعلى عددين متتالين كتبت الثورة الرسمية في أحد أعدادها بعنوان "لا نقبل الوصاية" قائلة: "على الرغم من أن التجربة الديمقراطية اليمنية لم تسلم من محاولات الاستهداف والقراءات الخاطئة من قبل بعض الذين يشككون في أي شيء لا يتفق مع آرائهم ومصالحهم، فإن هذه التجربة هي من ظلت محافظة على بريقها وخصوصيتها ودأبها المتواصل في التشكل وإقامة نموذجها الفريد على مستوى المنطقة.وقالت الصحيفة: إننا نفخر في اليمن بما وصلت إليه هذه التجربة من تطور ورسوخ وتجذر في واقع الممارسة والوعي المجتمعي. "مشيرة إلى أنه لولا نضوج هذه التجربة والخطوات التي حققتها لما كان الاستقرار السياسي الذي تنعم به اليمن اليوم.
وعبرت عن استغرابها ودهشتها للتصريحات التي وصفتها بأنها غير موفقه للسفير الأمريكي بصنعاء والتي حاول من خلالها الانتقاص من هذا التقدم، مع أنه الذي يعلم وغيره من أن لا شيء عارض قد حدث حتى يستوجب توقف العملية الديمقراطية عند نقطة معينة، وتابعت الصحيفة: "لم يكن ليليق بسفير دولة عظمى أن يزج بنفسه في الحديث عن شأن داخلي يخص أبناء البلد وحدهم، كما أنه ليس من الحصافة الدبلوماسية والسياسية أن يظهر سفير دولة بحجم الولايات المتحدة متأثراً ببعض الطروحات غير الواقعية باعتبار أن مثل هذا النزوع لا يخدم العلاقات الجيدة بين البلدين الصديقين والتعاون الإيجابي الذي يزداد كل يوم تطوراً ونمواً.
وقالت: "إن المسؤولين الأمريكيين يعيشون تناقضاً صارخاً، مشيرة إلى أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين في واشنطن تتحدث بإعجاب وتقدير عن انجازات الديمقراطية المتقدمة في اليمن، بينما التصريحات الأخيرة للسفير توماس كراجيسكي توحي -حسب زعمه- بأن الديمقراطية قد توقفت مع أنه الذي لم يصف لنا المعايير التي بنى عليها تصوراته والمقاييس التي اتبعها للخروج بذلك الاستنتاج.ورأت أنه كان الأحرى بسعادة السفير تسخير كل جهوده من أجل تعزيز أشكال التنسيق والتعاون القائم بين اليمن والولايات المتحدة ودفع هذه العلاقات إلى آفاق الشراكة التي تعود بثمارها وخيرها على الشعبين الصديقين، لأن تلك هي مهمته الرئيسة وليس غيرها، أما الشأن الديمقراطي في اليمن فهو شأننا نحن اليمنيين، ومن غير المسموح لأحد الخوض فيه كونه يتصل بالسيادة واستقلالية قرارنا الوطني".
ابتزاز النظام أو المعارضة كما شن سياسيون هجوماً لاذعاً على تصريحات السفير توماس كراجيسكي، مؤكدين أن أمريكا ليست مصدر الإلهام الديمقراطي في العالم، ووصفوا تصريحاته بأنها تدخلاً فجاً في الشؤون الداخلية لليمن. وقال رئيس الدائرة الإعلامية في المؤتمر الشعبي العام طارق الشامي لـ "الوسط" :" إن ما ذكره السفير الأمريكي حول الديمقراطية في اليمن يثير الاستغراب ويتناقض مع الواقع العملي وكذلك مع تناولات المنظمات الدولية حول الديمقراطية في اليمن، وأضاف:" كان يفترض على السفير الأمريكي أن يكون حريصاً وحصيفاً في أقواله لأن الشعب اليمني لا يقبل الوصاية أو التدخل في شؤونه الداخلية وإذا كان هناك ملاحظات حول حقوق الإنسان أو الديمقراطية فهو ما يمارس عملياً في أمريكا ضد الجاليات الأجنبية وبالذات العربية والإسلامية والذي يتنافى كلياً مع حقوق الإنسان وبالذات التمييز الحاصل بعد أحداث 11 سبتمبر". الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري عبد الملك المخلافي قال: "إن الولايات المتحدة ليست هي مصدر الإلهام رغم أننا في المعارضة لنا ملاحظات واسعة على التطور الديمقراطي لكن هذه الملاحظات لا تجيز للسفير الأمريكي الذي يتصرف كمندوب سامي مع الأسف لأن يعطي مثل هذه الملاحظات". وأضاف لبرنامج (ماوراء الخبر) في قناة الجزيرة التي خصصت برنامجها لذات الموضوع " إن نائب السفير الأمريكي قبل فترة وجيزة كان يعطي نصائح للمعارضة بأن تتعقل وبأن تتصرف بحكمة وأن تدرك التطور بما يعكس بأن وجهة النظر الأمريكية تستخدم لابتزاز النظام أو ابتزاز المعارضة".
نموذج الديمقراطية الامريكي أما الدكتور عبد الولي الشميري السفير اليمني لدى القاهرة فقد أكد على ذلك بقوله :" إذا كان النموذج الديمقراطي لدى سعادة السفير توماس هو النموذج الذي نراه كل يوم في العراق وفي أفغانستان فنعم لا يوجد تقدم ديمقراطي في اليمن ولكن إذا كان التقدم في الانتخاب.. في إنشاء المؤسسات. في منظمات المجتمع المدني، في مجلس النواب وفي الحكم المحلي وفي المجالس المحلية وفي الانتخابات على مستوى اختيار رئيس الدولة ورمز السيادة، فهذه الديمقراطية سارية على قدم وساق، وأمام هذه الهجمة اليمنية المنظمة -كما يبدو- تراجع السفير الأمريكي عن تصريحاته، ونفى قوله عن توقف الديمقراطية في اليمن مرجعاً الملابسات حول هذه التصريحات إلى خطأ في الترجمة.لكن سياسيون استبعدوا مسألة خطأ الترجمة،وقال عبد الملك المخلافي "لا يعتقد أن ثمة خطأ في الترجمة" وعزا تراجع السفير إلى دوافع سياسية، مشيراً إلى أن السفير الأمريكي قد يقول كلاماً معاكساً لمضمون تصريحاته حول توقف التقدم الديمقراطي ويشيد بالتجربة الديمقراطية اليمنية تبعاً لمصالح الولايات المتحدة. ورفض رئيس تحرير صحيفة الأيام -هشام باشراحيل التعليق على نفي السفير الأمريكي وقال: لم تتلق الصحيفة ما يفيد ذلك النفي ونحن ملزمون عرفاً وقانوناً بالرد في حال وصول النفي، وحول ما إذا كان هذا تأكيداً منه حول صحة ما نشرته الأيام وبالتالي عدم دقة السفير في نفيه سيما وأن النفي جاء بعد عدة أيام على نشر المقابلة قال باشراحيل "للصحوة نت": أنا لا أؤكد ولا أنفي إطلاقاً ولن نعلق حتى يصل الصحيفة رد بشكل رسمي.

 

رجوع

shimery.com
مقالات | ألبوم الصور | مؤتمرات | لقاءات صحفية | نشاط ثقافي
لمراسلة موقع السفير راسلنا علي
info@shemiry.com