الإعلام الرسمي يهاجم السفير الأمريكي والسفير يوقع مع السوسوة على معونة أمريكية لليمن
رأي نيوز-خاص-غمدان اليوسفي: هاجمت الصحافة الرسمية اليوم تناول السفير الأمريكي بصنعاء توماس كراجسكي اليمن بأن الديمقراطية فيها قد توقفت قائلة "أنه ليس من الحصافة الديبلوماسية والسياسية أن يظهر سفير دولة بحجم الولايات المتحدة الامريكية متأثرا ببعض الأطروحات غير الواقعية باعتبار أن مثل هذا النزوع لايخدم العلاقات الجيدة بين البلدين".
وقالت صحيفة الثورة في افتتاحيتها المعنونة بـ " لا نقبل الوصاية !!" اليوم الإثنين رأت فيه أنه "على الرغم من أن التجربة الديمقراطية اليمنية لم تسلم من محاولات الاستهداف والقراءات الخاطئة من قبل بعض الذين يشككون في أي شيء لا يتفق مع آرائهم ومصالحهم.. فإن هذه التجربة هي من ظلت محافظة على بريقها وخصوصيتها ودأبها المتواصل في التشكل وإقامة نموذجها الفريد على مستوى المنطقة".وقالت الصحيفة إننا "نفخر في اليمن بما وصلت إليه هذه التجربة من تطور ورسوخ وتجذر في واقع الممارسة والوعي المجتمعي ".
وقالت: "لولا نضوج هذه التجربة والخطوات التي حققتها .. لما كان الاستقرار السياسي الذي تنعم به اليمن اليوم هو السمة السائدة في هذه المرحلة التي فتحت الأبواب مُشرعة أمام شعبنا للمضي في طريق البناء التنموي والاقتصادي وإحداث التحولات الكبرى في مختلف المجالات"!! وعبرت عن استغرابها ودهشتها للتصريحات التي وصفتها بأنها "غير موفقة"للسفير الامريكي بصنعاء والتي حاول من خلالها الانتقاص من هذا التقدم.. مع أنه الذي يعلم وغيره من أن لاشيء عارض قد حدث حتى يستوجب توقف العملية الديمقراطية عند نقطة معينة.
وتابعت الصحيفة "لم يكن ليليق بسفير دولة عظمى أن يزج بنفسه في الحديث عن شأن داخلي يخص أبناء هذا البلد وحدهم كما أنه ليس من الحصافة الدبلوماسية والسياسية أن يظهر سفير دولة بحجم الولايات المتحدة الامريكية متأثرا ببعض الأطروحات غير الواقعية باعتبار أن مثل هذا النزوع لايخدم العلاقات الجيدة بين البلدين الصديقين والتعاون الإيجابي الذي يزداد كل يوم تطورا ونموا".
وقالت أن المسؤولين الأمريكيين يعيشون تناقضا صارخا مشرة إلى أن تصريحات المسؤولين الامريكيين في واشنطن تتحدث بإعجاب وتقدير عن إنجازات الديمقراطية المتقدمة في اليمن، بينما التصريحات الأخيرة للسفير توماس كرادجسكي توحي "حسب زعمه بأن هذه الديمقراطية قد توقفت مع إنه الذي لم يصف لنا المعايير التي بنى عليها تصوراته والمقاييس التي اتبعها للخروج بذلك الاستنتاج".
ورأت أنه "كان الأحرى بسعادة السفير تسخير كل جهوده من أجل تعزيز أشكال التنسيق والتعاون القائم بين اليمن والولايات المتحدة ودفع هذه العلاقات إلى آفاق الشراكة التي تعود بثمارها وخيرها على الشعبين الصديقين . لأن تلك هي مهمته الرئيسية وليس غيرها، أما الشأن الديمقراطي في اليمن فهو شأننا نحن اليمنيون ومن غير المسموح لأحد الخوض فيه لكونه الذي يتصل بالسيادة واستقلالية قرارنا الوطني".
وفي سياق الرد على السفير كراجسكي قالت صحيفة الجمهورية في افتتاحيتها المعنونة بـ "الديمقراطية اليمنية" أن اليمن سجلت خلال الثلاثة العقود الأخيرة –تقصد عهد علي عبدالله صالح- "تجربة العمل الديمقراطي يستحق الإحتذاء به كما شهد يذلك كل الدول الديمقراطية بما في ذلك الولايات المتحدة والدول المانحة".
وتحولت الصحيفة إلى الحديث عن منحى آخر قائلة أن "مكمن الاستغراب في ابتسار هذا التجربة ومحاولة التشكيك في مضامينها وتطبيقاتها من قبل يعض القوى السياسية التي وجدت نفسها بمعزل عن قواعد الشعب بها فارتضت تحت تأثير وانسحاب غياب هذه الثقة إلى تسميم الأجواء السياسية ومحاولات تدبيج التقارير الهادفة إلى الإضرار بسمعة اليمن وسجله الرائع في مجال الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية".
تأتي هذه الردود في الوقت الذي يوقع فيه السفير الأمريكي توماس كراجسي مع وزيرة حقوق الإنسان أمة العليم السوسوة والسيدة فلافسيا بانسيري، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي باليمن والسيد دوغلاس هيسلر، ممثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يوم أمس الأحد على اتفاقية تعاون بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة حقوق الإنسان باليمن.
وبموجب هذه الاتفاقية تقدم الوكالة الأمريكية الدولية للتنمية منحة قيمتها (463) ألف دولار أمريكي لمشروع تعزيز القدرات الوطنية في مجال حقوق الإنسان للنهوض بوضع حقوق النساء في اليمن.. وقال السفير الأمريكي في كلمة القاها قبيل مراسم التوقيع :« ان هذا المشروع يهدف الى تعزيز حقوق المرأة وتمكين وزارة حقوق الإنسان في اليمن، واتخاذ دور أكبر في دفع حقوق المرأة في اليمن والمنطقة وسيساعد المشروع المرأة اليمنية من خلال رفع جحم التوعية بحقوقها المكفولة لها في القانونين اليمني والدولي وتعزيز امكانية شغلها المناصب السياسية والعدلية». وأضاف: «إن هذا الدعم المقدم عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في اليمن يصل الى (463) الف دولار سيتم تنفيذه من قبل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لتعزيز دور وزارة حقوق الإنسان في اليمن».
وتوالت ردود الأفعال حول تصريح السفير كراجسكي حيث خصصت قناة الجيرة برنامجها (ماوراء الخبر) ليوم أمس للحديث عن الموضوع هاجم فيه السفير اليمني في القاهرة عبد الولي الشميري السفير الأمريكي بصنعاء قائلا أن "مهمة سعادة السفير ليس المندوب السامي في اليمن وانما هو سفير عليه أن يحسن العلاقات ويدعو إلى ما يحسن العلاقات وان لا يكون أذنا وان لا يقع تحت تاثير ما يسميها النخب السياسية وهم المنهزمون جماهيريا الذين لا يستطيعون أن يفوزوا باي مقعد في البرلمان مثلا او ان يحققوا أي انتصار في الانتخابات وبالتالي يستطيعون ان يصلوا صوتيا وأن يشكلوا ظاهرة صوتية من خلال التاثير السياسي لبعض السفراء الذين يعتبرون انفسهم اوصيا علي الشعوب.
وبرر الشميري "ان الاعتقالات التي تجري بين وقت واخر علي فترات متباعدة سواء في ظروف يعني ملتهبة أو في ظروف حرجة يتم الاحتجاز النيابي لكن لم يقتل أحد كما يحدث في العراق من قبل قوات.. ماقتلت القوة اليمنية أحداً من الصحفيين ولا قصفت بصواريخها أحدا ولا عشرات من الصحفيين الذين قتلوا ومع ذلك أعتقد أنه ليس من حق إنسان يكون مطلوبا منه أن يدافع عن نفسه وعن سياسته أن يبدأ بالهجوم على الاخرين الذين لا يتلبسون بشي مثل هذا". عبد الملك المخلافي من جهته قال إن "موقف السفير الامريكي هو في إطار الابتزاز السياسي ليس أكثر.
من جهته قال رئيس تحرير التقرير الاستراتيجي العربي في مركز الاهرام للدراسات حسن أبو طالب "إن السفير الامريكي حينما قال هذه التصريحات كان يضع ما يمكن أن نسميه ببعض الاشارات الاولية لما يمكن أن يسمعه الرئيس علي عبدالله صالح من المسؤولين الامريكيين حينما يقوم بزيارته المقررة في واشنطن، مثل هذه الاشارات من السفير الاميركي تقول أن هناك عدداً من الملفات المهمة سوف تكون محلا للنقاش المستطيل منها التجربة الديمقراطية في اليمن وأن الجانب الامريكي ليس راضياً بما يكفي حول آخر هذه التطورات". ورأى أن الاشارات التي يقولها أي سفير قبل زيارة رئيس الدولة الي الولايات المتحدة تعني أن هناك ملفات معينة سوف تحظى بنوع من النقاش المستفيض ".