أكد عدد من الباحثين التربويين على ضرورة أن يسهم العمل السياسي والأحزاب بدور ايجابي مؤثر في الارتقاء بالتعليم وتطويره والابتعاد عن جعل الساحة التربوية والتعليمية مكانا لتصفية الحسابات أو للمجاملات والمكافآت على حساب الكفاءات الوطنية والقيادات التربوية الكفؤة العاملة في هذا المجال المتعلق بمستقبل الوطن والأجيال القادمة.
جاء ذلك في مداخلات قدمها عدد من التربويين اليمنيين في الندوة التي نظمها الصالون الثقافي للشباب في المركز الثقافي بالقاهرة الخميس الماضي بعد أن استمعوا لورقة عمل قدمها الباحث التربوي علي عرجاش حول مستقبل التعليم في الجمهورية اليمنية.
حيث قدمت الورقة تشخيصا لواقع التعليم في اليمن ومتطلبات تطويره وتقدمه بالنظر إلى جملة المتغيرات الوطنية والإقليمية والدولية التي باتت تفرض على الجميع مواكبة روح العصر, وتقدم نماذج حضارية لدول متقدمة مزدهرة اعتمدت في تقدمها على أساس الإصلاح الكامل للعملية التعليمية والتربوية. وأشار الباحث في ورقته إلى جملة من التحديات التي تواجه التعليم في اليمن وتحد من جودته ومنها ما يتعلق بضعف الموارد الاقتصادية والانفجار السكاني الذي تشهده اليمن وارتفاع نسبة الأمية والشتات الجغرافي وضعف تأهيل الكادر التعليمي مشيرا في الوقت نفسه إلى الجهود الحكومية المبذولة للارتقاء بمستوى التعليم والتوسع في إنشاء المدارس والجامعات والمنشآت التعليمية المختلفة ومضاعفة مخصصات التعليم في الموازنة العامة للدولة.
وتناولت مداخلات الباحثين والمهتمين الذين حضروا اللقاء جملة من الموضوعات المتصلة بمستقبل العملية التعليمية في اليمن ومخرجاتها وضرورة ارتقائها من حيث الكيف في موازاة التوسع الكمي.
يأتي هذ النشاط كمساهمة من المركز الثقافي اليمني في تفعيل دور الشباب والباحثين اليمنيين بالقاهرة في الاهتمام بالقضايا الوطنية والعربية وطرحها للبحث والنقاش العلمي والإسهام في إثراء الحركة الثقافية الوطنية واحدة ,كما يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي ينفذها الصالون الثقافي للشباب التابع للمركز الثقافي اليمني بالقاهرة للأسبوع الخامس على التوالي و يرعاه السفير الدكتور عبد الولي الشميري سفير اليمن بالقاهرة ومندوبها لدى جامعة الدول العربية.