الشميري:إن قيد المعاصرة يحول دون السماح للمواهب المتميزة بالبروز وقد تبرز خارجيًا بشكل لافت
استطاع منتدى المثقف العربي، رغم قصر سنه، أن يحرك الثقافة العربية الراكدة، مع العلم أن هناك مؤسسات ثقافية موغلة في القدم لم تستطع تحريك ذلك الركود.. برأيك من الطريق التي سلكها المنتدى ليحتل هذه المكانة المرموقة في الوسط الثقافي العربي تحدث المفكر الشاعر الدبلوماسي..
• الملاحظ أن المثقف اليمني عندما يخرج من بلاده يكتب له النجاح والتفوق كما هو الحال عندكم وقبلكم الأديب باكثير وغيره، ترى هل توجد عوائق في اليمن تحول دون ظهور المثقفين؟
o أولا لأن زمَّار الحي لا يطرب، ثانيًا اليمن ما تزال بمنآى عن مزاحمة الساحات العريقة والعواصم الكبرى كالقاهرة، أيضًا داء الغيرة، وتناقض الإدارة، وهيمنة أشخاص على وسائل الإعلام لا يدركون أهمية أدوار أبناء اليمن، كل هذه عوامل تحول دون انطلاقة المبدعين. كما أن قيد المعاصرة يحول دون السماح للمواهب المتميزة بالبروز وقد تبرز خارجيًا بشكل لافت ولكنها تظل داخل مجتمعها تراوح بين الصراع على الوجود واللا وجود حتى إذا صارت موهبة معروفة وتجاوزت قيود الطرية وحدود القومية هناك فقط تبدأ حاسة الإدراك الداخلي مع أني لا أعتبر نفسي ممن يستحقون الإشارة إليهم بالبنان لتميزي عن سائر إخواني المثقفين اليمنيين.
• ما المكانة العربية التي يحتلها المثقف العربي في المهجر لدى المؤسسات الثقافية العربية عامة والمنتدى خاصة؟
o المثقف العربي في المهجر يتواصل مع المؤسسات الثقافية غير المهاجرة، ومعنا عشرات من مثقفي المهجر يشاركون معنا في كل المؤتمرات، لكن الفقر وعدم القدرة التمويلية لدى المؤسسات الخاصة تحول دون استيعاب كافة المثقفين في أوطانهم فضلا عن المهاجرين، إضافة إلى أن ثقافة الشك والقمع وعيون الريبة التي أشاعتها حملة الحرب على الإرهاب في شمولية دون تمييز، وخاصة في وجه الفكر والمثقف العربي الذي أصبح يجلد بسياط التهم المختلفة والفقر والعجز عن تحمل أعباء الدور المطلوب منه، ويقف منتظرًا أي جهة رسمية تتبنى رعايته وتوجيه الدعوة إليه لأي مشاركة وتحول ظروف خاصة أخرى بالمثقف ذاته عن استيعاب المثقفين العرب المهاجرين، لكن الأمل في مستقبل التنمية العلاقاتية بين مثقفي المهجر ومؤسسات المجتمع المدني على الساحة العربية بمجرد انخفاض درجة هستيريا الحملة المجنونة والرعب من شبح الإرهاب.