(الوطن) ترصد مشاركة وفد السلطنة في مؤتمر الوفاء للخليل بن أحمد الفراهيدي بفاس
حضور عماني مميز بأشغال خيمة الفكر والإبداع بالمغرب
فاس ـ من سعيد بونوار:
اختتمت الثلاثاء فعاليات خيمة الفكر والإبداع في دورتها الرابعة بالعاصمة العلمية للمغرب فاس المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس بإصدار مجموعة من التوصيات للنهوض باللغة العربية وإعطاء الشعر قيمته ، وعرفت الدورة مشاركة قياسية للشعراء والأدباء و المفكرين العرب الذين حضروا ليالي الوفاء لروح الخليل بن أحمد الفراهيدي مكتشف علم العروض وواضع أول معجم عربي (العين) ، وبالنظر إلى انتماء المحتفى به إلى أرض السلطنة الطيبة، كان الوفد العماني أكثر حضورا وتميزا من خلال مشاركة أهم شعرائه ومفكريه في الندوة الدولية العلمية التي نظمت على هامش الدورة .
وترأس خالد بن سالم الغساني مدير عام الثقافة بوزارة التراث و الثقافة العمانية وفد السلطنة ، كما ضم الوفد أيضا كلا من الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي و الدكتور محسن الكندي وعبد الله الحارثي وسالم بن علي الكلباني وأحمد بن هلال العبري وخميس عبد الله الشماخي .
وقال خالد بن سالم الغسائي لـ (الوطن): إن المشاركة العثمانية الوازنة جاءت بتوجيهات من صاحب السمو السيد هيثم بن طارق وزير التراث والثقافة والذي كان قد تلقى دعوة من محمد القباج مستشار الملك محمد السادس للمشاركة في أشغال الخيمة ، حيث أصر سموه أن تكون المشاركة في مستوى الحدث ، كما تندرج في سياق التعاون و التبادل الثقافي بين المملكة المغربية والسلطنة.
وحول أهمية المشاركة العمانية في هذا المؤتمر الفكري ، قال رئيس الوفد : إن ممثلي السلطنة كان لهم إسهام كبير في الندوة الدولية وفي النقاشات الحادة التي تلتها ، وفي الأمسيات الشعرة التي زينت فضاء مدينة فاس، وطالب بأن ترى التوصيات التي تم الخروج بها النور، وأن يتم طبعها كي تصل إلى المهتمين والباحثين والدارسين والمدافعين عن اللغة العربية ، وان تعمم في المدار والجامعات .
ووجه خالد بن سالم الغسائي نداء إلى المثقفين المغاربة و العمانيين من أجل تعزيز روابط العمل المشترك بعيدا عن المؤسسات ، واعتبر الحفاوة التي استقبل بها الوفد مثيرة وكبيرة .
من جانبها ، وجهت الدكتورة لويزا عبد السلام بولبرس منسقة الخيمة خالص الشكر للوفد العماني و للمسؤولين العمانيين الذين ساهموا بشكل كبير في نجاح أشغال الخيمة وأمسياتها الشعرية وندوتها الدولية ، كان ذلك خلال الحفل الإفتتاحي والختامي حيث جرى تسليم مجموعة من تذكارات للوفد العماني ، وقالت لويزا لـ (الوطن) أن إسهام السلطنة كان مهما، إضافة إلى الحضور العلمي لممثليها .
وتميز حفل الافتتاح بحضور مميز لشخصيات سياسية وأدبية وفكرية وشعراء من العالم العربي منهم محمد القباج والدكتور عباس الجيراي مستشارا الملك محمد السادس والدكتور مانع سعيد العتيبة المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس دولة الإمارات وعبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام لمنظمة الإيسيسكو والسفير الدكتور عبد الولي الشميري مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية، وراعي منتدى المثقف العربي ، وألقيت قصائد شعرية لكل من الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة سفير المملكة العربية السعودية بالرباط ، وعبد العزيز البابطين رئيس مجلس أمناء جائزة البابطين للإبداع الشعري بالكويت و هارون هاشم الرشيد الوزير المفوض المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية والأستاذة أمينة المريني / شاعرة مغربية.
وأجمع المشاركون في جلسات الندوة على وجوب التكتل الجماهيري العربي من أجل التصدي العاجل لما يحاك ضد الأمة العربية الإسلامية من مؤامرات تستهدف النيل من حضارتهم وأمنهم ، وطالبوا بتمكين الشعر من مواقع الريادة لمجابهة هذا الميل الجارف نحو المادة .
كما عرفت الندوة نقاشا حادا حول انتماء الفراهيدي ، ففي الوقت الذي دافع فيه العمانيون عن جنسية الخليل باعتباره من مواليد السلطنة ،ادعى اليمنيون أنه من اليمن ، كما أدعى الإماراتيون أنه من العين الإماراتية ، وعناك من ادعى أنه عراقي بالنظر إلى أن اسمه الكامل الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري ، واتفق الجميع وفق حجج دامغة أن الخليلي عماني المولد وبصري النشأة وعربي الانتماء.
وأوصى المشاركون بجعل الجهود العلمية الجبارة التي بذلها العلماء الأسلاف منطلقا لتفعيل جديد لثقافتنا المعاصرة من خلال قراءة متأملة ، و الدعوة إلى تأليف معجم عربي يجمع اللغة العربية قديمها وحديثها مع مراعاة المستجدات العلمية و التقنية و الثقافية التي واجهت اللغة العربية .
وشارك شعراء ومفكرون من المملكة العربية السعودية و اليمن و الكويت والإمارات العربية المتحدة وسوريا وإيران و العراق والأردن وفرنسا وفلسطين و المغرب في أشغال الخيمة و الندوة الدولية.
وتعد خيمة الفكر والإبداع من بين أهم المواعيد الفكرية المغربية ذات الصيت العربي.