على مدار ساعة ونصف تقريباً تابعتُ بشغف واستمتاع البرنامج التلفزيوني «مراجعات ثقافية»، الذي بثته القناة الأولى في التلفزيون السعودي منتصف ليلة الثلاثاء الماضي، وكان ضيف البرنامج هو الدكتور السفير عبدالولي الشميري، مندوب اليمن الدائم بالجامعة العربية، وصاحب منتدى المثقف العربي بالقاهرة، ومؤسس مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون بصنعاء.
{ الدكتور الشميري ليس غريباً على الوسط السياسي والثقافي، يمنياً وعربياً، وكنت أجزم بأنني ممن كوّنوا فكرة عامة عن اهتمامات الرجل، بحكم فتح قنوات التواصل معه، الذي يعود الفضل له شخصياً في ذلك أو هي سمة عُرف بها عند كل الزملاء من خلال تشجيعه الدائم والمستمر لشريحة الأدباء والمفكرين والإعلاميين، بدون استثناء، وتفاعله المخلص ودعمه المباشر للأنشطة الثقافية والأدبية اليمنية والعربية، فبصماته واضحة وملموسة في مثل تلك الفعاليات.
{ وتبيّن لي وأنا أتابع البرنامج أنني لم أعرف إلاَّ القليل عن الاهتمامات والأنشطة الثقافية التي ارتبط بها الدكتور الشميري، فقد استطاع معد ومقدم برنامج «مراجعات ثقافية» أن يكشف جوانب كثيرة لمبادرات الدبلوماسي المثقف الدكتور عبدالولي الشميري على مستوى الساحة الثقافية والفكرية، اليمنية والعربية، وهي جديرة بالتقدير والإشادة لما لها من دور في إثراء النشاط الإبداعي والمتميز، وطنياً وإقليمياً، فالرجل الآن بصدد طبع موسوعة عربية تعريفية لأهم أعلام العرب من عشرة أجزاء، وهو الذي أقدم على تبديد سحابة الركود والغيوم الضبابية من سماء الفكر العربي، فأحيا التواصل، ودكّ خلايا التفاؤل بدور الكلمة من خلال منتدى الفكر العربي بالقاهرة من ماله الخاص، وأصبح ذلك المنتدى بمثابة الملتقى الذي تصدح فيه الإبداعات الأدبية والثقافية والفكرية وتتداول فيه مختلف قضايا وهموم الأمة، ومكانة الدكتور الشميري ثقافياً أوصلته إلى أن يكون عضواً في (02) مؤسسة ثقافية، عربية وعالمية، منها مؤسسة رابطة الثقافة الإسلامية.
{ مثل هذا النموذج، الذي يُشرِّف اليمن والعرب، استطاع، بخبرته وسعت اطلاعه، أن يجعل الثقافة في خدمة السياسة - كما قال في المقابلة - وهذه الفكرة لا شك أنها تفيد اليمن بصورة رئيسية، فالدبلوماسي الناجح هو الذي يستطيع أن يستقطب ويلمّ حوله مختلف الاهتمامات ومن مختلف الأوساط الإعلامية والفكرية والسياسية، وهذا ما يفعله الدكتور الشميري الذي قدم اليمن، حضارةً وثقافةً وفكراً وسياسةً وسياحةً واقتصاداً، للشخصيات المؤثرة من مختلف الأقطار العربية، الذين يستضيفهم إلى منتدى الفكر العربي، وقد حضرت واحدة من تلك الفعاليات التي جمعت مفكرين من الجزائر وسوريا وفلسطين ومصر واليمن، ولم يكن الدكتور الشميري هو العلم والمميز في تلك الفعالية، بل كانت اليمن بأكملها.
{ الملاحظة الجوهرية في اللقاء، الذي أجرته القناة السعودية مع الدكتور الشميري، تتعلق بالخبرة والكفاءة المهنية التي جسدها معد ومقدم البرنامج الدكتور محمد العوين، الذي استطاع أن يبحر في ذاكرة ضيفه ويجعل اللقاء بذلك الجو الممتع والمفيد، وهي ملاحظة نهمس بها للزملاء في القناة الفضائية اليمنية عند التفكير في عمل لقاءات من هذا النوع مع الشخصيات الهامة.