shimery.com
New Page 1
 
shimery.com



سفارة اليمن بمصر


أخبــــــــــار

تفاصيل الخبر
أدباء اليمن: الحضراني شاعر عظيم فقدت اليمن برحيله قصيدة مضيئة   24/11/2007 


الشاعر الكبير ابراهيم الحضراني
الشاعر الكبير ابراهيم الحضراني

[24/نوفمبر/2007] سيد علي : استطلاع
أعتبرت نخبة من أدباء اليمن رحيل الشاعر الكبير ابراهيم الحضراني خسارة كبيرة ستترك فراغا لن يملؤه شاعر في الزمن المنظور.
وقالوا إن الشاعر الحضراني قد مثل علامة مضيئة وقصيدة اشتعلت بالجديد، ومارست التجديد بدأب مغاير، ما يجعل من رحيل صاحبها خسارة فادحة للادب اليمني المعاصر.
وقال شاعر اليمن و أديبها الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح فوجئ اليمن وفوجئت الساحة الادبية برحيل شاعر اليمن الكبير المناضل الاستاذ ابراهيم الحضراني بعد تجربة حافلة بالانجازات الابداعية و الوطنية... فقد كان الفقيد الجليل في طليعة الرعيل الأول من أحرار اليمن وأدبائها الذين حملوا راية الثورة والتجديد، وقدموا من التضحيات ما يتضاءل عنده كل قول.
و أضاف الدكتور المقالح: وإن اليمن لم تخسر برحيله شاعرا ومفكرا فحسب وانما مناضلا جسورا أعطى الوطن الكثير و افنى شبابه في مقارعة الطغيان والتأسيس للجديد في الأفكار والابداع، وفي الخروج بالبلاد من كهوف العزلة والتخلف.. تغمد الله الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة.
من جانبه قال عضو مجلس الشورى وزير الثقافة السابق خالد عبدالله الرويشان في حديث مماثل لـ"سبأ":
الشاعر الكبير ابراهيم الحضراني علمٌ من أعلام اليمن و النضال و التفاني في الكفاح من أجل مستقبل افضل لليمن.
واضاف: ابراهيم الحضراني كان السبَّاق إلى الحداثة الشعرية العربية منذ الاربعينيات على الأقل.
واستطرد:"الحضراني الانسان الجميل الذي يعبر بخفة دم و رهافة احساس لكل زمن بأجمل قول وأرق تعبير، لذا كان الشاعر البديع والثائر النبيل الذي جمع الكل في واحد.
وقال: "كان عمره قصة كفاح حقيقية من أجل الثقافة والعدالة؛ فكان رجلا مميزا في حضوره، و في كفاحه، و في قصيدته، وفي روحه؛ ما يجعل من رحيله خسارة كبيرة نشعر أمامها بالحسرة!.
كما قال:" لقد ورث الحضراني كنز قصيدة اهداها للريح، فعطرت شعابا وعانقت سحابا. في كل صباح يقسم سكينته الخضراء على ناي اللوعة ويبعثر ورد كلامه على كمنجة الوقت.
وسبق الرويشان ان قال عن الحضراني:" يطل من سيف قديم، فتبرق الذاكرة، و تمطر الأمكنة. سابقٌ مثل فجر، سامقٌ مثل نخلة. تهمي عيناه وداعة، وصفاء، وذكريات".

*البار: الحضراني علامة في تاريخ الشعر اليمني.
فيما أعرب الناقد اليمني الكبير رئيس اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين الدكتور عبدالله البار عن حزنه العميق لرحيل صديقه الشاعر الكبير ابراهيم الجضراني وقال: يشقُّ عليَّ شخصياً ان يصلني نعي الشاعر الكبير ابراهيم الحضراني، لما له في نفسي من مكانة وجدانية مميزة. ولقد جمعتني به عدد من المجالس كان حديثه فيها سلوةً للنفس، وظلال يتفيؤها الانسان في هجير هذه الحياة.
و في سياق قراءته وشهادته عن تجربة الحضراني يقول الدكتور البار لـ"سبأ": لقد كان الشاعر الحضراني علامة في تأريخ الشعر اليمني، فمال على لغة الشعر عند الاحيائيين، و ألتحم بنبض لغة الشعر عند الوجدانيين، وخلق صورة مميزة بين أترابه ومجايليه من الشعراء، حافظ فيها على مفهوم الشعر، كما جاءنا في كتب التراث النقدي العربي، وكما وصل إلينا من معطيات العصر الحديث.
ويضيف: إذا كان قارئ "القطوف الدواني في شعر الحضراني" وهو ما تأتى لنا ان نقرأه من اشعاره، يجد فيها على الرغم من وجدانية شعره بعض الاخوانيات التي ناجى فيها بعض صحبه ومحبيه، وهي ترف عاطفي يتلهى بها الانسان ما بين آن وآخر؛ فإن الحضراني جعلها خطرات شعرية ونفسات متدفقة لا تخلو من وجدان منفعل والشواهد كثيرة على ذلك.
و استطرد: اني في هذه العجالة أشير إلى أن (البث الشعري) في ديوانه هذا اساسه الذات المتكلمة كائنة ما كان صنفها، حتى انه لا يستقيم كيان الافضاء الشعري الا من خلالها. فهذه الذات تتجلى في كل موقف وجداني يكون محورا للقول فتبث علاقتها بالآخر وصلاً ونفوراً محبة وكرها انجذابا وانقطاعا، وهي تتجلى بالضمير الدال عليها مفردا وجماعة ولقد تتجلى في هيئة التجريد.
وتابع :" إن حضور الذات المتكلمة في شعر الحضراني ظاهرا طاغيا و ان طابع البث والنجوى غالبا على شعره، أما الآخر فهو متلق تنهمر عليه آلام الذات و آمالها وآهاتها، سلواها ونجواها، شوقها وتطلعها إلى الغد والنكوص عنه. واذا حدث وانسرب الآخر الى النص؛ فإنه يتحول إلى موضوع تتحدث عنه الذات لصلتها الوجدانية به ولا غير. وهذا يبين خصوصية التجربة الشعرية في القطوف الدواني للشاعر ابراهيم الحضراني".

* الكبسي :الحضراني شاعرٌ مجددٌ سبق نازك الملائكة !
من جانبه قال رئيس بيت الشعر اليمني الشاعر الدكتور عبدالسلام الكبسي لـ"سبأ": الشاعر ابراهيم الحضراني شاعرٌ مجدد في مضامين القصيدة اليمنية المعاصرة، على اعتبار انه وزميله الشاعر احمد بن محمد الشامي هما أول من كتب الشعر الرومانسي في اليمن، بما يعني من تجديد انضج من محمد علي لقمان الذي كان قد سبقهما بعدد من الشهور في الكتابة في هذا الاتجاه.
وأضاف : بالاضافة إلى ان ابراهيم الحضراني كان قد كتب ما عُرف بالشعر الحر قبل نازك الملائكة بعشر سنوات بالاضافة الى مقدماته الشهيرة لعدد من دواوين شعراء اليمن الكبار امثال الشاعر عبدالرحمن الانسي والشاعر احمد بن محمد الشامي علاوة على انه تتلمذ على يديه عدد من شعراء اليمن السبعينيين بالاضافة إلى الاجيال الجديدة".

*الشامي :الحضراني في طليعة الطبقة الأولى من شعراء اليمن!
اما الشاعر اليمني الكبير الراحل أحمد بن محمد الشامي فاقتطفنا مما كتبه في الشاعر ابراهيم الحضراني قوله:"هو الشاعر الألمعي ابن الشاعر الراوية ابن الشاعر العالم الاديب الظريف الأريحي اللطيف ابراهيم بن احمد بن محمد الحضراني ولد سنة 1921(وهناك من قال بان ميلاده عام 1918 ومصادر اخرى حددته في عام 1917) ونشأ في بيت جهاد وأدب وكد واجتهاد وتنقل في طفولته ما بين آنس وذمار والبيضاء مع والده العالم الشاعر.
و أضاف الشامي:" وابراهيم في طليعة الطبقة الأولي من شعراء اليمن - لا اقول - في القرن الرابع عشر الهجري بل عبر عصور في الجاهلية والاسلام.
يقول الشامي: "عرفته - أول ما عرفته شخصيا - بتعز سنة 1943م فعرفت الظرف يتحدث واللطف يغني الى ذكاء والمعية وتصوف ورقة فاخلصت له ودي وامتزجنا امتزاجا شعريا وادبيا مخلصا للفن والكلمة والحق والجمال في شتى صوره واشكاله.
واضاف:" ابراهيم الحضراني... غمامة الفجر التي ... تقطر الندى.. على زهور الحب ... ارتعشت ذات صباح في سماء حمير و سكبت من روحها رشفة نور في قلب مخلوق لطيف سموه (ابراهيم)؛ الشاعر (الخليل) الساحر الفنان؛ الملهم الموهوب كم غسلت آلامه الدموع وكفكفت دموعه الاحلام! كم هام طائرا مغردا لنفسه يشدو لحبه يرتل القصيد، وسار في مناكب الوجود واحتسى العبر وخبر البشر؛ فكان اشجى من شعر، واطرب الاسكاع ورقص القلوب، النار من عناصر وجدانه وهو وجدان النور والجد والمزاح والشرود والصلاح والحرام المباح، وخير ما يرجي و شر ما يخشى تقطرت في نغمات (ذي القروح) و(الاعشى) و(الحكمي) و(الهبل )... رحيق نشوة مزجها الشعر بمذاب الحب والحياة هدية الجمال للشاعر الملهم ابراهيم بن احمد الحضراني".

* الأكوع : الحضراني شاعرٌ ظريف النكتة خفيف الظل!
من جانبه قال المؤرخ اسماعيل بن علي الأكوع: هو اديب ٌشاعرٌ مجيد واسع الاطلاع على الادب العربي يحفظ عن ظهر قلب كثيرا من عيون القصائد والملاحم والمقاطع لكثير من شعراء الجاهلية والاسلام. واضاف الاكوع: وهو من ذلك حلو الحديث ظريف النكتة خفيف الظل لايخفى من اخبار نشأته شيئا عن الراغب في معرفتها.

*المرشدي: الحضراني من شعراء اليمن العظماء بقصائدهم!
وعبر الفنان الكبير محمد مرشد ناجي عن عميق حزنه على رحيل شاعر بحجم ابراهيم الحضراني وقال: لقد فقدت اليمن برحيل هذه الشاعر الكبير اسما كبير قامة شامقة من قامات القصيدة اليمنية وعلامة فارقة من علامات الشعر والادب في اليمن.
واضاف لـ"سبأ": خسارة كبيرة نشعر بها ازاء رحيل شاعر قوي واديب شجاع وقصيدة عصماء وقلم ضليع بالشعر وشجون الكلمة بحجم الحضراني ما يجعلنا ندعو الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يعوضنا عنه شعراء افذاذا يواصلون مساره ويخطون بقصيدته فضاءً جديدا".

أدباء اليمن: الحضراني شاعر عظيم فقدت اليمن برحيله قصيدة مضيئة
*العفيف: رحيل الحضراني فادحة!

ومن ناحيته وصف رئيس مجلس امناء مؤسسة العفيف أحمد جابر عفيف رحيل الحضراني بأنه فادحة "باعتباره الابداعي و الانساني، مشيرا إلى عمق العلاقة التي جمعتهما و روابط المحبة التي نسجتها سنوات طويلة من المحبة و العمل الدءوب في خدمة الادب والثقافة والهم الوطني".
وقال مخاطبا الحضراني: "كنت المناضل في الصفوف الاولى للحركة الوطنية لم تمن او تتباهى او تفاخر او تاخذ شيئا... وكنت من اوائل من اسهم في مجلة الحكمة اليمانية التي اصبحت مجلة التجديد والنهضة والابداع في اليمن كلها وكنت رائدا في حداثة الشعر فانت من اوائل من كتب القصيدة الكلاسيكية الجديدة في مجلة الحكمة واسهمت بنصيب وافر في التاسيس لها والكتابة فيها وفي البريد الادبي التي كنت واحدا من اهم فرسانها".
و تطرق العفيف في البيان إلى بعض المواقف التي جمعتهما في ميادين النضال و الابداع مشيرا إلى عمق التضحية وجسارة الانجاز و قوة النص وغيرها من القيم التي تجسدت في تجربة الحضراني التي أكدت خصوصية التجربة ومساحة الفراغ الذي خلفه رحيل صاحبها. واضاف العفيف: "لفقدانك مذاق الموت ومرارة الالم وحزن الدهر ونكهة البلاء لكنه قضاء الله الذي لا راد له. انه الخطب المزلزل ماكنت احسب اني سوف ارثيه".
وأوضح الباحث علوان مهدي الجيلاني الذي قام بجمع وتحقيق "ديوان الحضراني" أنه حرص على تحري الدقة في تتبع ابداعات الشاعر الحضراني خاصة وأنه برغم بلوغه الخامسة والثمانين من العمر لم يصدر له ديوان أو مرجع يمكن للباحث الرجوع إليه، وإنما كان نتاجه مبعثراً ومتفرقاً في المجلات والمطبوعات والصحف اليومية سواء الصادرة في اليمن أو في بعض الدول العربية.
واشار الجيلاني إلى أنه استفاد في جمعه لمادة الديوان بما جمعه ونشره الشاعر والكاتب الراحل أحمد محمد الشامي في لندن سنة 1989م، بالإضافة إلى ما أعده الشاعر والناقد عبدالودود سيف في البريد الأدبي سنة 1999م، إلى جانب قصائد متفرقة وجدها بحوزة بعض اصدقاء وتلاميذ ومحبي الحضراني أمثال القاضي اسماعيل الاكوع، والعميد محمد على الاكوع، ولطفي النعمان وغيرهم.
وأضاف الجيلاني انه خلال بحثه عن قصائد اخرى للشاعر الحضراني رجع إلى عدد من الصحف القديمة التي كانت تصدر قبل الثورة مثل فتاة الجزيرة الصادرة بعدن، وصوت اليمن ومجلة البيان الكويتية وغيرها.
مشيراً إلى أن من جملة ماعثر عليه نصوص طويلة كتبها الحضراني يعود تاريخها إلى ما قبل 65 عاما، وقال ان الشاعر الراحل تأثر كثيراً عندما أطلعه حينها على أحد النصوص المتميزة التي عثر عليها منشورة في احد اعداد صحيفة فتاة الجزيرة سنة 1944م.
واكد علوان الجيلاني أن ما حملته دفتي الديوان الذي استغرق في بحثه وتحقيقه نحو عامين - لا يمثل كل ما صاغه وابدعه الشاعر الحضراني شعراً ونثراً، بل مايزال هناك الكثير من القصائد والنصوص التي خلفها الشاعر الكبير الحضراني وتحتاج إلى جهود كبيرة للبحث والتنقيب عنها سواءً تلك التي نشرت في مصر والجزائر ومطبوعات أخرى لم تعد متوفرة إلا في مكتبات محددة أو تلك التي لم تنشر وظلت حبيسة الأدراج حتى اليوم.. منوهاً إلى أنه في انتظار ما وعد به وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي في دعم هذا الجهد ليبدأ رحلة البحث عن الجزء الثاني من ديوان الحضراني، وإخراجه بمستوى يليق بالمكانة والقدر الكبير الذي يحتله الشاعر الحضراني في تاريخ الابداع في اليمن.

 

 
  رجوع 
shimery.com
مقالات | ألبوم الصور | مؤتمرات | لقاءات صحفية | نشاط ثقافي
لمراسلة موقع السفير راسلنا علي
info@shemiry.com