shimery.com
New Page 1
 
shimery.com



سفارة اليمن بمصر


لقاءات صحفية                     ??????

تفاصيل اللقاء
د. الشميري يؤكد الخاطفون كرماء يحسنون ضيافة رهائنهم  ?????? 

التاريخ 8 يناير 2006م
المصدر نصف الدنيا-العدد 830
النص

في حوار مع الدكتور عبد الولي الشميري سفير اليمن في القاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، لنتعرض إلى ما تم في آخر عملية اختطاف باليمن وجهود السلطات اليمنية للحد من هذه الظاهرة، ولماذا لا تقوم السلطات اليمنية بتأمين السياح الأجانب رغم تكرار حدوث عمليات الاختطاف.

• سألت الشاعر والدكتور عبد الولي الشميري ما الجهود التي تقوم بها السلطات اليمنية للحد من ظاهرة اختطاف السياح الأجانب؟
o كان لا يوجد في اليمن تشريع قانوني يحدد عقوبات على الخاطفين والسبب أن ظاهرة الاختطاف ربما جاءت من قبل قبائل يمنية عندما ظهر المد السياحي داخل مناطق الريف والقبائل، وعندما وصلت الطرق الممهدة إلى الآثار السياحية، فبدأت الآن الحكومة بسن قوانين وتشريعات أقرها البرلمان وأصدرها رئيس الجمهورية تحدد عقوبة الاختطاف فهناك قوانين تصل عقوبة بعضها إلى حد الإعدام، وبعضها إلى السجن عشرات السنين، وهناك عشرات من القضايا أمام المحاكم وأيضًا عشرات من السجناء موجودين داخل السجن الآن محكوم عليهم إيذاء هذه القضايا، ولكن المجتمع اليمني عشائري قبائلي فهناك الملايين من أبناء اليمن ينتمون إلى هذه الأعراب القبلية العتيقة التي عاشتها الجزيرة العربية منذ أكثر من ألفي عام، فلهذه القبائل قوانينهم وأعرافهم، وقضية الثأر وراء كل بلاء في اليمن، وهي التي كانت تقف وراء اختطاف ماجدة جوهر وزوجها الألماني وأولادهما، والحل الوحيد هو بسط الخدمات والبنية التحتية إلى كل القرى والأرياف بحيث تستطيع الدولة فرض نفوذها الأمني إلى كل النجوع والقرى والتجمعات السكانية البعيدة، وإن كانت إمكانيات اليمن لا تسمح بتحقيق الخطط التي تطلبها الساحة، والحل الثاني هو مواصلة تجريم هذه العمليات الاختطافية ومواصلة عملية بناء الأحكام القانونية القضائية والعقوبات القاسية، ويجب على الحكومة اليمنية تشنيع وتجريم هذا العمل، وأيضًا الحملات الإعلامية والإرشادية والدينية وتثقيف الأبناء الشباب وإخراجهم من مجتمعاتهم إلى مجتمعات أخرى أكثر ثقافة وتحضرًا، أعتقد أن كل هذا يساعد على تلاشي هذه الظاهرة بالتدريج حتى تختفي وتنتهي تمامًا.

• لجوء هذه القبائل لعمليات خطف الأجانب للضغط على السلطات اليمنية للاستجابة لطلباتهم رغم أن بعض هذه الطلبات مشروعة مثل تحسين الخدمات وتوفير العمل للحد من البطالة، هل بسبب عدم الوصول لطريقة أخرى لتوصيل صوتهم للحكومة؟
o تحاول القبائل فرض مطالبها عن طريق هذه العمليات، فالدولة لم تحرمهم لكنها لا تستطيع بإمكاناتها ودخلها المحدود أن تلبي كل ما هو مطلوب، ولو كانت لدى الحكومة الإمكانات كافة التي تمتلكها الحكومة البريطانية مثلا، لكانت عملت تأمينات اجتماعية للعاطلين وهم في بيتهم، وهذا صعب علينا، وبالإضافة إلى مد شبكة الطرق في الأرياف والقرى والصحاري على عشرات الآلاف من الكيلو مترات تحتاج إلى مليارات بل ترليونات من الأموال والاقتصاد لا يسمح بهذا لكنها خطط مرحلية، لكن كل قبيلة تتعجل وتريد أن يصلها الطريق، وهذا جغرافيا ومنطقيًا متعذر، وأعتقد أن المشكلة مطالب القبائل لمجتمع حضاري مثالي أكثر مما تمتلكه الدولة من إمكانيات، لكن عملية الاختطاف الأخيرة التي حدثت للدبلوماسي الألماني وزوجته المصرية هي اختطاف من قبيلة لها خمس من أبنائها معتقلون في سجن الدولة، اعتقلوا على ذمة قضية قتل لأشخاص من قبيلة أخرى بسبب أن لهم ثأرًا لدى تلك القبيلة، والقبيلة التي قامت بالخطف تريد أن تضغط على الحكومة لكي تفرج عن سجنائها فقط، وعندما وجدوا أن الأسرى منهم من يتحدث العربية، والسيدة مصرية كانت خيبة أمل للخاطفين لأنهم وجدوا قدرًا كبيرًا من الحرجن فسيقال عنهم إنهم اختطفوا أبناء عمومتهم العرب والقبائل الأخرى لا ترضى بهذا، وأيضًا الضيف الألماني المختطف كان على قدر كبير من رجاحة العقل والهدوء، وقد أقنعهم بأنه مجرد سائع ولم يشعرهم أنه جاء بدعوى رسمية أو ضيفًا على شخصية مهمة، إضافة إلى أن الحكمة من قبل الحكومة اليمنية كانت واضحة للعيان، فكان التلويح بالقوة قائمًا ومد بساط التفاوض وسياسة العصا والجزرة قائمة، وأعتقد أن عدم قطع الاتصالات التليفونية بالمنطقة أو الخاطفين التي عن طريقها تمكنا من التواصل أولا بأول واستطعنا رسم طريقة تعامل للخاطفين مع أهل القبيلة، وأيضًا استطعنا التفاوض من خلالها مع الخاطفين ومع رجال القبائل وظلت لدينا المعلومة من داخل بيوتهم ومن داخل غرفهم أولا بأول، وكنا نتكلم بسهولة مع المخطوفين، وقد أبلغت أخت السيدة ماجدة جوهر بأرقام التليفونات وكانت تتصل بها في أي وقت، وأرى أن هذه الحكمة هي التي حفظت شعرة معاوية وحبال المودة وبواسطتها تمكنا من الوصول إلى ما توصلنا إليه، فالحكمة كما يقال في المثل العربي تسبق القوة

• عملية الخطف هذه هي رابع حادثة في أقل من شهر ونصف الشهر، فلماذا لا تقاوم الحكومة بتأمين السائحين وخاصة أصحاب الدعوات الرسمية منهم؟
o الحكومة اليمنية ترافق السياح بمواكب أمنية، ولكن كثيرًا من السائحين الذين زاروا اليمن عدة مرات وعملوا بها ويعرفون القرى والأرياف لا يبلغون بقيامهم برحلات سياحية، وعلى سبيل المثال السيدة ماجدة وزوجها وأولادهما كان لهم خط كانت الحكومة تريد أن يسيروا عليه، وهو الاتجاه لآثار مأرب وحضرموت، لكنهم قاموا بالاعتماد على شركة سياحية بمعرفتهم مضت بهم بطرق أخرى، ودخلوا المنطقة التي فيها مشكلة، وثأر، دون معرفة الحكومة، لأنها لا تحجر على السائحين، لكن السائحين الذين يعتمدون على معرفتهم باليمن وطرقها وأصدقائهم داخل القرى هم عادة من يقعون ضحية الاختطاف، ورغم ما فيها من قدر كبير من السوء لكن نستطيع القول إن ما يقلل شيء من الحرج والقلق الشديد هو أن هذه الأعداد التي أشرت إليها تم احتجازهم فعلا، والإفراج عنهم دون أي خسائر في الأرواح، ولم يتعرضوا لأي نوع من أنواع الأذى أو الإهانة أو التعذيب، وكانت السيدة ماجدة تخبرني أن الخاطفين يقولون لها ولزوجها هل تريدون أي شيء من الأسواق نحضره لكم، وقالت عندما نطلب شيئًا ينزلون من الجبل إلى الأسواق ويأتون بما نريد في أقرب وقت، وحتى الخاطفون عندما كنت أحدثم يقولون لا توصينا بضيوفنا، فهذه القضية بها ازدواجية بقدر ما هي بشعة في مظهرها الخارجي، لكن المخطوف لا يشعر بالقدر الكبير من القلق كما يشعر به أهل المخطوفين، ومن سمع بالقضية، فهناك مثال عجيب عندما كنت محافظًا لمحافظة مأرب، وهي تعتبر محافظة أصول القبائل اليمنية التي تحافظ على النعرات الصحراوية المعروفة، وكان الاختطاف فيها كثيفًا جدًا، هذه القبيلة ذات مرة اختطف فيها قنصل أمريكا السيد ماهوني وظل عندهم واحدًا وعشرين يومًا، وكان الغرض من خطفه الابتزاز والضغط على الحكومة وإحراجها لكي تلبي طلباتهم بتوظيف عدد كبير من أبناء القبيلة، وبسبب أن شروطهم كانت أكبر من قدرة الحكومة وجههة المخطوف توصي بعدم استخدام القوة حتى لا تتعرض حياته للخطر، وكان السيد ماهوني يعاني من مرض السكر، فكان الخاطفون يتسللون بصورة سرية من القرى والجبال إلى مكان الصيدليات بأقدامهم ويأتون له بالأنسولين والأدوية التي يحتاجها دون علم أحد، وأيضًا كان السيد ماهوني يحب شرب نوع معين من الخمر، فكانوا يرسلون أبنائهم بطريقة سرية عبر جبال ووديان إلى المناطق التي يوجد بها هذا النوع من الويسكي ويشترونه له بأغلى سعر وكانوا يشركونه في أفراحهم وحفلاتهم وأعراسهم وألبسوه الزي الشعبي وعاملوه كأنه واحد منهم، وطلب منهم أن يتعلم مثلهم الرماية فعلموه إياها، وكان يخرج يصطاد معهم، وبعد أن أفرج عنه ذهب إلى أمريكا، وفوجئنا به أنه عاد إلى صنعاء، وذهب إلى القبيلة بمفرده واستقبلوه استقبالا رائعًا، ثم بعد ذلك عاد إلى أمريكا وأرسل للخاطف تذكرة سفر وتأشيرة للسفر إليه، وذهب الخاطف إلى أمريكا، ونحن نتابع هذا الشخص عن قرب وباستغراب شديد، وبقي الخاطف أكثر من شهرين في ضيافة السيد ماهوني، وعاد يتحدث عن أمريكا وحسن الضيافة التي رآها هناك.

 
    رجوع 
shimery.com
مقالات | ألبوم الصور | مؤتمرات | لقاءات صحفية | نشاط ثقافي
لمراسلة موقع السفير راسلنا علي
info@shemiry.com