shimery.com
New Page 1
 
shimery.com



سفارة اليمن بمصر


لقاءات صحفية                     

تفاصيل اللقاء
تحاور صاحب النشيد الوطني اليمني    

التاريخ 24/1/2002
المصدر جريدة الكتاب 2002 العدد الثامن
النص

• شاعرنا يُعرف في قطره ( اليمن) كما يُعرف العلم والنشيد لأنه صاحب كلمات النشيد الوطني اليمني .... ويعرفه المثقفون وجمهور القراء من خلال نشاط وإصدارات مؤسسته( مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب)، ويعرفه عشاق الشعر شاعراً مرموقا له مدرسته وصوته وأسلوبه بتميز غير مسبوق.
عرفناه في مصر من خلال نشاطه البارز في مجال الثقافة من خلال منتداه الشهري( منتدى المثقف العربي) الذي يقام الأحد الأول من كل شهر على ضفاف نيل القاهرة ويحضره صفوة المثقفين والمبدعين، ويعُرف في السلك الدبلوماسي بأنه سفير لبلاده المندوب الدائم لليمن لدى جامعة الدول العربية ـ حوارنا إذن مع الشاعر عبد الولي الشميري.
اليمن والعولمة في البداية سألناه عن الثقافة والمثقفين في اليمن السعيد، وهل استعدت للتفاعل مع الثقافة العالمية أو ثقافة العولمة ؟
أجاب: اليمن فيها مخاض ثقافي متميز وفيها مواهب فنية متطلعة إلى النهوض والسير في ركب المسيرة الثقافية، واليمن بموقعها وإمكانياتها وفنونها في النشأة تجعلها تقف في وسط قطار العولمة وليس في مقدمته ..وأعتقد أن هذا الموقف المطلوب للتصدى للعولمة سيكون من الدول ذات الريادة في الجانب الثقافي والنبوغ المبكر لتمكنهم من المسيرة مبكراً مثل مصر وأمثالها .. لكن اليمن ستكون رافداً قويًا للمد الثقافي والفكري والتأصيل الحضاري للثقافة العربية.
دولة الشعر باعتباركم شاعراً عربياً مرموقاً.. هل ترى أنه مازال للشعر دولة في عصر الدش والإنترنت؟
أعتقد أن وجدان الإنسان هو نفس الوجدان الذي كان يمتلكه في القدم ...والإنسان الذي ذاق المعاني الرقيقة والصور الشيقة هو الإنسان ذاته الذي مازال يحيا بحس مرهف مثل ذلك الحس الذي كان يعيش به الإنسان في العصور الشعرية القديمة ..والإنسان لم يصبح إنساناً آليًا ولا إلكترونياً.. والإنسان الآن هو الذي صنع أكثر من خمسمائة موقع أدبي على الإنترنت، ويختزن في ذاكرة الكمبيوتر مئات الدواوين وآلاف القصائد، فالعصر عصر وسيلة وليس عصر تبدل الإنسان فيه إلى آلة.. لهذا أستطيع أن أؤكد أن دولة الشعر ما زالت قائمة وستظل في كل اللغات والثقافات الإنسانية هي التعبير الرقيق الخلاب، وهي جوامع الكلم مهما انهمكت الأجيال في متابعة الإلكترونيات الحديثة.
الشعر والصاروخ وهل ترى أنه مازال للشعر والشعراء وللثقافة والمثقفين ... أي للكلمة صدي يُسمع في أجواء تعلو فيها أصوات القذائف والمتفجرات؟
ستظل الكلمة قوية ومؤثرة ولها صداها إلا في عالم السياسة، فقد رفعت الكلمة أكفها للاستسلام أمام الآلات والتكنولوجيا التى تعتمد عليها العقول السياسية لأنها وسائل من الحديد والنار وليس فيها قيم الحوار والثقة. والظل السياسي في أي قطر من الأقطار قد يشجع الكلمة ويتبناها ويخلق تنافسًا في المواهب ويستجلب الموهوبين أفكارهم ومواهبهم فيما يفيد تاريخهم ويعطى صورة حية عن عصرهم، أما إذا كان الظل السياسي لا يأبه بأهمية الكلمة ودور الموهبة فإنه يميت المواهب المتاحة في يده ....وينفي الموهوبين عن وطنهم حتى يسمع بنبوغهم واعتراف الدنيا لهم خارج بلدانهم فيذهب يردد أصداء ما قيل عنهم ويكرمهم ويفتخر بهم كلاماً لكنه لا يستطيع أن يجعلهم قادرين على أن يقدموا في مساقط رؤوسهم وفي أوطانهم شيئاً يذكر ..
القصيدة الوطنية استمعنا منكم في الأمسية الشعرية في معرض الكتاب القائم إلى قصيدة عمودية طويلة تتغنى فيها بحب بلديك اليمن ومصر.. ترى هل القصيدة الوطنية تغيرت ملامحها في الوقت الحالي وبدلاً من أن تتغنى بانتصارات وأمجاد الوطن، باتت تنعى الحال العربي وما آل إليه؟
الشعر هو صدى طبيعي لأي مجتمع .. يعكس أفراحه وأتراحه ، انتصاراته وهزائمه.. وبطبيعة الحال تتغير القصيدة بتغير الأوضاع.
أما قصيدتي الأخيرة ... فقد تعمدت أن أهرب من واقع حاضري المأساوي والحديث عنه في شعري بدافع التشبع المأساوي والظلال الحزينة في أعماقي حتى لا أجعل جمهور الشعر أمامي يعيش في نفس جو الكآبة والحزن الذي يعيشونه عندما يقرأون الصحف، أو يشاهدون الأخبار التليفزيونية، فأنقلهم إلى الحنين، وأنقلهم إلى الغزل لأحلق بهم في آفاق حب الوطن.. وأنا مشبوب العاطفة بحب أعتز به لمسقط رأسي اليمن الحبيب ومرتع حبي وهواي ودار إقامتي مصر. هذا الحب الكبير لليمن ومصر أجده هو الشيء الوحيد الذي ما زال مسموحًا به ولم يصدر مجلس الأمن الدولي حتى الآن قراراً بأنه محظور..

 
    رجوع 
shimery.com
مقالات | ألبوم الصور | مؤتمرات | لقاءات صحفية | نشاط ثقافي
لمراسلة موقع السفير راسلنا علي
info@shemiry.com